قصة ساميه الفضلي
سامية الفضلي الحائزة على المركز الاول في جائزة الإصرار عن فئة رائدات الأعمال في نسختها الثانية العام الماضي، إن الجائزة التي حصلت عليها اختصرت عليها مسيرة خمسة أعوام في عام واحد، سواء من حيث القيمة المالية التي تسلمتها من صندوق تنمية الموارد البشرية «هدف، أو الخدمات والمشروعات التي تمكنت من الحصول عليها عن طريق الصندوق، لتثبت للجميع جدارتها في مشروعها ومسيرتها العملية التي كانت بداياتها صعبة للغاية.
وروت سامية قصة كفاحها ومشوارها العملي الذي بدأته مندوبة مبيعات في أحد البنوك براتب لم يتجاوز 1500 ريال حتى امتلكت مؤسستها الخاصة في التسويق والإدارة والاعمال، بعد أن وجدت نفسها مسؤولة عن إعالة 11 فردا من أسرتها، حيث واجهت صعوبة في الالتحاق بالوظائف كون تخصصها الأكاديمي في مرحلة البكالوريوس لم يتوافق مع الفرص الوظيفية التي تقدمت لها في قطاع البنوك، إلا أن ذلك لم يثنها عن طموحها، وقررت تجاوز الأمر بأخذ قرض بنكي للسفر إلى الأردن من أجل دراسة تخصص الإدارة، واضطرت إلى العمل أثناء دراستها لتوفير قيمة الأقساط الشهرية، لكن ما كانت تتحصل عليه جراء عملها لم يكن كافيا، ما أدى إلى رفع قضية عليها من قبل البنك في مراحل دراستها الأخيرة، واستطاعت سامية إقناع المسؤولين فيه بمنحها فرصة للسداد، لتنتقل بعد تخرجها إلى البحرين، وتصبح شريكة في إحدى منشآت التسويق، قبل أن تنتقل إلى المملكة لفتح فرعا للشركة، والتي لم تكن فيها الأمور جيدة، لتواجه صعوبة في استمرار الشراكة، وفضلت الاستقلال بمؤسستها الخاصة.
ووصفت الفضلي بداية مشوارها العملي بأنه كان بهدف التغيير من حال إلى حال، لكن الأمر تحول بعد الصعوبات التي واجهتها إلى تحدٍ لتحقيق النجاح، حيث قالت: «واجهت الكثير من المشاكل، لكني استعنت بالله أولا، ثم استشرت من أثق بهم، كما اعتمدت كثيرا ما اكتسبته من دراستي، وكانت رغبتي القوية في الحفاظ على ما وصلت له دافعا أن أستمر وأحقق النجاح بعد أن أيقنت أن كل الصعوبات ستزول»، وأضافت: « لم أيأس، وسعيت لاستغلال الفرص المتاحة، وتطوير نفسي بعدد من الدورات التدريبية والتعلم من التجارب، فدمجت الخبرة مع المعرفة، كما استفدت مما قدمته لي الجائزة من خدمات ومشروعات، إضافة إلى دعم صندوق تنمية الموارد البشرية ب 50% من رواتب الموظفين السعوديين في المنشأة»، وواصلت حديثها قائلة: «كل ذلك ساعدني على تحقيق النجاح ولله الحمد، فأنا الآن لديّ تعاونات مع كبرى الشركات السعودية، ونجحت في توظيف 50 شابا وفتاة من ابناء وطني، وأطمح لمضاعفة العدد بنهاية العام الجاري، وفتح فروع في المدينة المنورة وتبوك وجازان، كما أعمل حاليا على توقيع اتفاقيات مع جمعيات ومجالس شباب الأعمال لتنويع المشروعات داخل المنشأة».
ولم تقف الحائزة على المركز الأولى في جائزة الإصرار العام الماضي في فئة رائدات الأعمال عند هذا الحد، بل تمكنت من توقيع اتفاقية مع وزارة الاتصالات لتدريب الفتيات السعوديات على فتح مشاريعهن الإلكترونية، الامر الذي مكّن 28 فتاة تولت سامية تدريبهن، من افتتاح متاجرهن الإلكترونية، إلى جانب الخدمات الاستشارية لمن يرغب ببدء مشروعه الخاص، والذي نجحت من خلاله بإقناع أحد الشبان السعوديين في حائل حينما كان مترددا في افتتاح محل يوفر الأواني المنزلية للسيدات، وبعد الدراسة اكتشف عدم وجود محل مماثل، ليقتنع ببدء نشاطه بعد شهرين، وتمكن من سداد رأس ماله في شهر شوال الماضي ليبدأ في جني الأرباح. واختتمت الفضلي روايتها بالتأكيد أن المملكة فيها الخير الكثير، وأنه بإيماننا بالله أولا، وبأنفسنا وشبابنا ثانيا، فإننا قادرون على إحداث تأثير إيجابي أكبر مما هو متوقع على الاقتصاد السعودي.

"إما أن تتحكم في حياتك المالية أو
تسيطر عليك. الأمر بهذه البساطة."
رأيت في حياتي العجب
من وظيفة مرموقة بالمصرف ذات الراتب العالي والمميزات الاجتماعية التي تصاحب «الراتب العالي»، وجدت نفسي أعيش حياه قاسية محبطة، أسقط فيها وأنهض مرة تلو الأخرى أصارع فيها التزاماتي وأحارب وأنظر إلى «رزنامة» التاريخ ومتى يأتي يوم 25 بفارغ الصبر.
لاحت لي هذه الفرصة القادمة من ذاك العميل المتذمر من أوضاعه أيضاً، ليزيل عن عيني بتذمره الستار الأسود لعالم الأعمال، رأيت في عينيه وتعامله بأنه يعيش عالما حيويا غير عالمي الذي أنتظر من خلاله (نهاية الشهر الميلادي)، عالما يملك كثيراً من التحدي والابتكار والإبداع والعلاقات والخوف والمخاطرة.. والسير على الحبال، وربما السقوط في الهاوية.
وفيه أيضاً إيجابية مطلقة كما يمتلك الخوف القاتل، هذا ما جعلني أنتهز الفرصة كي أكون جزءا من عالم المغامرة، وأن أبدأ بالحرب فيها وأنتصر في النهاية، لذا قبلت التحدي والدخول مع العميل المحبط لأزيح ستار السواد.
قدم لي عرضاً.. وما كان مني سوى الموافقة خلال دقائق على العرض، وكنت متيقنة أني سوف أنجح من خلال التحدي المقدم وذلك لحاجتي لهذا النجاح وجميع العوائد التي ستأتي من خلاله.
آمنت بذاتي وطاقاتي وأنني خلقت لأكون قوية، لا ضعيفة ومستسلمة، في عالم مليء بالصعوبات والإحباط.
هنا جاء التحدي بحجم المغامرة، فتحولت من موظفة تنتظر نهاية الشهر بإحباط وأقدم خدمات يحصل غيري من خلالها على شهادات التقدير والمال الوفير إلى رائدة في أعمالي الخاصة.. وأحصد الجوائز ومزيداً من النجاحات